24 Sep, 2007
اللعب حق لكل مواطن
الكاتب: محمد شدو | التصنيف: الحياة اليومية في أمريكا , تجارب ناجحة للتعلم والمحاكاة , لقطات أمريكية (صور) , مظاهر وأسباب التقدم
هذه صور من ملاعب خضراء في الولايات المتحدة. لا تجدها خلف أسوار ناد يتردد عليه الخاصة (يعني من يملكون المال)، وكأن نقص المال ينقص من حقوق أبناء الوطن الواحد في نشاطات الإنسان المرغوبة (ومن أسف أن هذا هو الواقع الذي صنعه أبناء آدم في الأرض).
هي ملاعب لكرة القدم، شديدة الخضرة، ممهدة الأرض، مفتوحة لا جدران حولها، ولا أبواب لها، ولا تعريفة مالية يدفعها من يريد اللعب. في هذا المتنزه، في مدينتي الصغيرة، أكثر من ملعب لكرة القدم. تجد كذلك ملاعب مفتوحة للتنس في أماكن عديدة، منها المدرسة الثانوية الحكومية – مش الخاصة يعني حتى لا تحسب أن الملاعب توجد فقط في مدارس الأثرياء.
لا أقول أن في الإمكان التمتع بهذه الملاعب على مدار العام في أقصى شمال البلاد حيث أعيش. فالشتاء يغطيها بالثلوج، فتصبح من بعد خضرتها بيضاء. غير أن محبي الكرة لا يزالون يجدون مجالاً للعب في أعماق الشتاء، في ملاعب مغلقة، وإن كانت أقل عدداً.
إن اللعب سبيل من سبل بناء جسد الإنسان ونفسه بناءً سليماً، يهيئه لأداء رسالته في الدنيا بذهن صاف وبدن قادر، لا تقعده الهموم أو السموم أو الضعف. وإذ ذكرت السموم، والتي تتعدد مصادرها في البر والبحر والهواء، بل والأكل والماء، خاصة في مصرنا، فتغزو جسد الناس وتتخذ منها بيوتاً، فإن اللعب أو النشاط الجسدي هو من أنجع أسباب تنقية الجسم مما يثقله من سموم.
فماذا يتاح لشباب بلادنا من وسائل وملاعب للرياضة؟ تجدهم يلجأون إلى شوارع جانبية يخف فيها الزحام وحركة السيارات، ويجرون ويناورون فوق أرض صلبة، لو وقع عليها أحدهم لانكسرت عظامه ودمي منه اللحم. الصور إذن ليست لمحبي السياحة والصور، لكنها للمقارنة وتبيان حقوقنا المضيعة. ولا يضيع حق وراءه مطالب. ولكم تتحدث الظروف والأحوال بلسان مبين عن ملايين تهاونوا في حقوقهم، حتى أضحى المرء منهم يبحث عن واسطة تتوسط له في الحصول له على حقه!
من حقكم يا شباب مصر أن تجدوا ملاعب مثل هذه، ممهدة للعب، لا تؤذي من يقع على أرضها، ولا تتطلب من اللاعب، كما يجري وراء الكرة، أن يجري بحياته ليفسح الطريق لسيارة عابرة!