أهوى مشاهدة صور الأماكن والبلاد، لا سيما تلك التي لم أزرها من قبل. والإنترنت أصبح أكبر ألبوم صور في تاريخ الإنسان، ولا يمكن لفرد أن يتصفح كل ما فيه. ولأني أحب الصور والتصوير، وأعلم أن أكثر الناس أيضاً تحب رؤية صور البلاد الأجنبية عنهم، وأنا منذ قدومي إلى الولايات المتحدة ألتقط الصور كلما سنحت لي الفرصة. لذلك فكرت أن أبدأ في عرض بعض منها في المدونة، ولأن الكتابة المستمرة هي نوع من أنواع جهاد النفس عندي، لأنني كسول وغالباً ما أبدأ أشياء كثيرة ولا أتم ما بدأته، فإن عرض الصور القديمة عندي والتعليق عليها مصلحة مشتركة: لي وللقاريء. فالصور موجودة على جهازي (حفظه الله!) ونشره سوف يشجعني على إخراج ما عندي. غير أن عرض هذه الصور يؤدي غرضاً آخر، وهو عرض ما يمكن للإنسان أن يقيمه من معالم الجمال والنظام في بلده، وهي مشاركات صغيرة نحو بث الرغبة في مثل ذلك في نفوسنا… نحن أبناء مدن القبح والفوضى، فقد رضينا بحكم قوم يحملون اسم “مسؤلون” وقلوبهم غلف عن الشعور بالمسؤلية. هذا خطؤنا نتحمل مسؤليته، غير أن الأهم أننا نتحمل مسؤلية تغييره وإصلاحه!
صور اليوم من أول ولاية أقيم فيها حين أتيت للولايات المتحدة، وهي ولاية كارولينا الشمالية. أقمت فيها ستة أشهر فقط ثم انتقلت إلى أخرى حين سنحت فرصة. ولن يكون هذا هو تنقلي الأول من بلد لبلد منذ هاجرت، فكم قررت جمع أشيائي واتخاذ الطريق صاحباً لساعات طويلة، وليس معي من المال إلا ما يكفي بالكاد. يعلم المهاجرون أن مثل هذا التنقل حين يكثر يعطل ويضر، وقد حدثت العطلة وتم الضرر، غير أنني أيضاً تعلمت ورأيت!
أول صورتين لمكان لطيف حول بحيرة صغيرة قريبة من مدينة شارلوت في جنوب الولاية، حوله مركزاً صغيراً للتسوق ومطاعم وشقق سكنية. الصورة الأولى للبحيرة والشقق السكنية حولها. والصورة الثانية لموقف السيارات لمركز التسوق المؤدي للبحيرة. وهذا الشكل من مراكز التسوق المفتوحة، يتوسطه موقف كبير ومفتوح للسيارات، شائع جداً في الولايات المتحدة، ويسمونه في أكثر الأحوال “بلازا” shopping plaza. وتجد منه أكثر من واحد في المدينة الواحدة، يعني في مدينتي الصغيرة هنالك ما يقرب من خمسة بلازات مثل ذلك.
أما هذا الثلج الأبيض فهي صورة لأول رداء أبيض أراه يغطي الأرض والشجر. وكان مشهداً مثيراً حين رأيته أول مرة. غير أنني بعدها انتقلت إلى شمال القارة حيث رأيت من الثلج ما يزيد عما في هذه الصورة بكثير!