لقد خلق الله الطبيعة دائمة التحرك والتجدد. إن الحركة أحد أسباب الحياة التي كثيراً ما نغفلها. لو سكنت الأشياء لانتهت حياتها. لو توقفت الأرض في مسارها لفني الجنس البشري. لو توقفت الحركة داخل جسم الإنسان لهلك لفوره. ولكن الإنسان لجهله لا يعير رسالات الكون التفاتاً، ويقضي الأيام والشهور والسنين ساكناً سكون الموت والفناء، ثم يرجو من بعد رحمة ربه!
الصورتان أخذتهما بالطبع في أوقات مختلفة. لم أكن أقصد المقارنة بين حال المنظر في بداية الخريف ونهايته، ولكني كنت أحب المشي حيث أمر على هذه الأماكن، ولو كانت الكاميرا معي سجلتها عليها. ثم نتج عن هذا الفعل غير المقصود مقارنة شيقة، اكتشفتها بالأمس وأنا أقلب بين الصور.
الصورة الأولى في بداية الخريف حين تنفجر في الطبيعة ألوان زاهية جميلة وتنشر نفسها على أوراق الشجر.
الصورة الثانية لنفس المكان في نهاية الخريف بعد ذهاب الألوان. المنظر هو هو. الصورة تبدو وكأنها أبيض وأسود مع أنها هي هي، بنفس الكاميرا!