ما أكثر الأحاديث عن جمال البدايات. لكنه جمال خادع خداع الظاهر والمظاهر. وأنت ترى جمال الطفولة ودعتها ودعوتها للحب والتدليل. لكن الطفولة الجميلة قد تخبيء وراءها حقائق قبيحة وعمراً مفسداً. أما جمال النهاية فهو جمال حق لا كذب فيه ولا ادعاء. إنه جمال عن جدارة. إنه جمال الحقائق بعد أن تكشفت وتمحصت وتأكدت عبر الأيام، وتقلبت بين المنح وبين المحن.
وجمال الخريف في بعض المواقع في أرض الله يصور جمال النهاية تصويراً لا لبس فيه ولا جدال عليه. إنه يخرج الألوان إخراجا من أوراق الشجر، وكأنها تظهر كل ما بطن فيها من جمال لكل عين ناظرة، قبل أن تسقط من أعال الشجر وتتمدد على الأرض، في انتظار مصيرها المحتوم في بطن هذه الأرض التي منها نبتت.
هذه بعض من صور أمسكت قليلاً من لحظات النهاية وجمالها المبهر، فانظر فيها وقل لنفسك: إنها لتكاد أن تكون لوحة مرسومة. ثم عد بعدها وتذكر أنها بالفعل كذلك، رسمها الفنان الأول الذي أبدع كل جمال، وبدأ كل فن.