03 Dec, 2011
الله يحبك في أمريكا
الكاتب: محمد شدو | التصنيف: الحياة اليومية في أمريكا , الدين في أمريكا , تأملات ومشاهدات , لقطات أمريكية (صور)
ذات رحلة من رحلاتي اليومية للعمل، لفت نظري هذا الملصق الصغير على نافذة الباص.
الملصق كما ترى نوع من الدعاية الدينية، أو الدعوة. ملصق صغير مطبوع ومتقن، يقول في ثلاثة كلمات: “الله يحبك” أو Jesus loves you. ليس موضوعنا الان بالطبع إن كنت تؤمن بالسيد المسيح وفقاً لنظرة الإسلام أو المسيحية، لذلك أرجو عدم التوقف عن هذه الجزئية!
واضح بالطبع أن من وضع هذا الملصق الصغير رجل أو امرأة يحب دينه ويحب الدعوة له. وهو يحمل معه هذه الملصقات – المطبوعة بشكل احترافي – للصقها حيثما يتسنى له، في موضع قد يراه شخص جالس أو عابر.
خاطران جالا برأسي:
– الملصق صغير وأنيق، وبالتالي فإن لصقه في الأماكن العامة، وإن لم يكن فعلاً مثالياً، فهو لا يشوه المنظر.
– أنك إن أردت اختصار الدعوة في ثلاثة كلمات، ذكرت الناس برحمة الله وحبه، بدلاً من تذكيرهم بعذابه وغضبه.
وبالمناسبة، فإنه من الشائع في أمريكا أن تجد رجلاً مؤمناً يقف على ناصية الشارع يدعو إلى الله. يحمل عادة كتيبات صغيرة، ويعرض دعوته على العابرين، فإن توقف أحدهم أعطاه الكتيب وخاض معه في حوار. وقد جربت محاورتهم أكثر من مرة، ودخلت معهم في جدالات ودية، وأخذت الكتيبات الصغيرة شاكراً وقرأتها.
الواقع أنني أحب أن أرى كل صاحب دعوة حراً في الدعوة لما يؤمن به طالما أنه لا يثقل على الناس ولا يتهجم عليهم ولا يسبب إزعاجاً للاخرين. والشارع في أمريكا مفتوح لك مسلماً كنت أو مسيحياً أو هندوسياً. ومما يفعله أيضاً أهل الدعوة في أمريكا المرور على البيوت وطرق الأبواب وعرض أنفسهم على قاطنيها. يفعل ذلك أتباع ديانات عدة، منهم المسلمون.
الحرية هي الهواء النقي الذي تتنفس فيه المجتمعات. والله جل شأنه خلق الناس أحراراً، وترك لهم حرية الإيمان والكفر. وليس لإنسان أن يأتي بعد ذلك ويحاول فرض رؤيته أو دينه على إنسان آخر، بأي شكل من الأشكال! فليحيا الناس في سلام، وليؤمن كل بما شاء طالما أنه لا يؤذي البشر ولا يفرض ما لديه. وسوف يأتي يوم نعرض فيه جميعاً على الله فيحكم بيننا. أتمني أن أرى ذلك في ثقافاتنا العربية ذات يوم!