لا يخفى على أحد أن جمهورية الفيسبوك أصبحت أكبر وأقوى جمهورية في مجتمع الانترنت. وبغض النظر عن مساهمة هذه الجمهورية في إسقاط الجمهوريات العربية الديكتاتورية (وربما الملكيات أيضاً عن قريب!)، فإن للفيسبوك وجه آخر بجانب وجهه الاجتماعي، ألا وهو تواجد الشركات والنشاطات الدعائية والترويجية.
لكل شركة في يومنا هذا صفحة رسمية على الفيسبوك تنفق الكثير لكي تزيد من عدد متابعيها. وفي أمريكا أصبحت وظيفة “إخصائي/مدير شبكات اجتماعية” Social Media Specialist/Manager واحدة من الوظائف الهامة الجديدة التي خلقت بفضل الانترنت. وواحدة من أهم مهام هذا الإخصائي هي خلق صفحة الشركة على الفيسبوك وزيادة عدد متابعيها. إذن فإن صفحة الشركة الرسمية هي دائماً صفحة أنشأها موظف أو قسم تابع للشركة.
الحكاية اللطيفة في هذا الصدد هي حكاية الصفحة الرسمية لشركة كوكاكولا على الفيسبوك. وبرغم أنني لا أشجع هذا النوع من المشروبات غير الصحية، إلا أن القصة تستحق الالتفات إليها في عالم الأعمال والبيزنس.
لم تبدأ صفحة كوكاكولا الرسمية على الفيسبوك من داخل الشركة، بل بدأها أحد محبي هذا المشروب العالمي في عام 2008 (قبل أن تلتفت جميع الشركات لأهمية إنشاء صفحاتها الرسمية). فقد بحث عن صفحة مشروبه المفضل فلم يجدها، فقرر إنشاء صفحة خاصة لمحبي الكوكاكولا. ما حدث بعد ذلك أن اجتذبت صفحته ملايين المعجبين، حتى انتبهت الشركة لوجود الصفحة والعدد الهائل من المتابعين لها. في هذه الظروف تلجأ الشركات عادة لعدة اختيارات معروفة، فالشركة قد تخاطب إدارة الفيسبوك وتطلب غلق الصفحة ثم تقوم هي بإنشاء صفحة رسمية، أو قد تتفاوض مع منشئ الصفحة وتطلب تنازله عنها للشركة، ربما لقاء مقابل مادي. أما مدير الدعاية في شركة كوكاكولا فقد اختار طريقاً ثالثاً غير معتاد من قبل: لقد اتصل بالشابين القائمين على الصفحة ودعاهما لزيارة مقر الشركة الرئيسي في ولاية جورجيا، ثم طلب منهما التعاون مع شركة كوكاكولا في إدارة الصفحة. وهذا ولا شك ذكاء إداري ومنفعة للطرفين، فالشركة هنا استخدمت شابين أو موظفين يقومان بالمهمة المطلوبة ولكن بروح الهواة وليس بروح الموظف المجبر على أداء وظيفته من أجل المال. والشابان بلا شك حصلا على فرصة لا تعوض لم تكن في الحسبان!
وقد أنتج الشابان بناء على طلب الشركة الفيديو التالي القصير الذي يحكي قصتهما بأسلوب كاريكاتوري.