تقع مدينة شيكاغو في أقصى شمال الولايات المتحدة، أي في المنطقة الباردة من هذا البلد القارة. فاتساع الولايات المتحدة طولاً وعرضاً يجعل هناك تفاوت كبير في درجات الحرارة وطبيعة المناخ بين ولاية وأخرى، كل حسب موقعها الجغرافي.
هنا يفتح الشتاء عادة أبواب البرد القارص بداية من شهر ديسمير، حيث تهبط درجات الحرارة تحت الصفر وتستمر تحت الصفر حتى آخر مارس تقريباً. إلا أن شتاء هذا العام دخل علينا بدفء غير معتاد حتى بدايات شهر يناير. ثم ما لبثت الثلوج أن هبطت نحو منتصف الشهر، وهو قدر نعلم حتميته وأنه قادم لا محالة، مهما تأخر قدومه الأبيض البارد، وتباطأ الدفء في رحيله!
شجعني هذا الدفء غير المعتاد على الخروج في رحلة مشي طويلة في وسط مدينة شيكاغو قبل أن يأتي سجن الصقيع. في هذه الرحلة رأيت جماعة غفيرة من طيور، لا أعلم اسمها أو نوعها، تتهادى في سلام فوق إحدى المساحات الخضراء التي تتزين بها المدينة الكبيرة. فاقتربت منها واقتنصت بعض الصور والفيديو بكاميرا المحمول!
الحق أني تعجبت حينما رأيت كل هذه الطيور في هذا الوقت من العام. سوف يهبط علينا الصقيع في أي وقت، أين ستذهب هذه الطيور حينما تصبح المدينة مثل الفريزر الضخم؟ هل تتحمل البرودة؟ نحن البشر في الشمال نختبيء وراء الجدران الدافئة ولولاها لهلكنا تجمداً، أما الطيور فتعيش في الهواء الطلق! هل ستهاجر جنوباً نحو الدفء؟ وكم من الوقت سوق يستغرق سفرها حتى تبتعد عن البرد؟ الله أعلم!