الحياة في أمريكا

ذات رحلة من رحلاتي اليومية للعمل، لفت نظري هذا الملصق الصغير على نافذة الباص.

الملصق كما ترى نوع من الدعاية الدينية، أو الدعوة. ملصق صغير مطبوع ومتقن، يقول في ثلاثة كلمات: “الله يحبك” أو Jesus loves you. ليس موضوعنا الان بالطبع إن كنت تؤمن بالسيد المسيح وفقاً لنظرة الإسلام أو المسيحية، لذلك أرجو عدم التوقف عن هذه الجزئية!

واضح بالطبع أن من وضع هذا الملصق الصغير رجل أو امرأة يحب دينه ويحب الدعوة له. وهو يحمل معه هذه الملصقات – المطبوعة بشكل احترافي – للصقها حيثما يتسنى له، في موضع قد يراه شخص جالس أو عابر.

خاطران جالا برأسي:
– الملصق صغير وأنيق، وبالتالي فإن لصقه في الأماكن العامة، وإن لم يكن فعلاً مثالياً، فهو لا يشوه المنظر.
– أنك إن أردت اختصار الدعوة في ثلاثة كلمات، ذكرت الناس برحمة الله وحبه، بدلاً من تذكيرهم بعذابه وغضبه.

وبالمناسبة، فإنه من الشائع في أمريكا أن تجد رجلاً مؤمناً يقف على ناصية الشارع يدعو إلى الله. يحمل عادة كتيبات صغيرة، ويعرض دعوته على العابرين، فإن توقف أحدهم أعطاه الكتيب وخاض معه في حوار. وقد جربت محاورتهم أكثر من مرة، ودخلت معهم في جدالات ودية، وأخذت الكتيبات الصغيرة شاكراً وقرأتها.

الواقع أنني أحب أن أرى كل صاحب دعوة حراً في الدعوة لما يؤمن به طالما أنه لا يثقل على الناس ولا يتهجم عليهم ولا يسبب إزعاجاً للاخرين. والشارع في أمريكا مفتوح لك مسلماً كنت أو مسيحياً أو هندوسياً. ومما يفعله أيضاً أهل الدعوة في أمريكا المرور على البيوت وطرق الأبواب وعرض أنفسهم على قاطنيها. يفعل ذلك أتباع ديانات عدة، منهم المسلمون.

الحرية هي الهواء النقي الذي تتنفس فيه المجتمعات. والله جل شأنه خلق الناس أحراراً، وترك لهم حرية الإيمان والكفر. وليس لإنسان أن يأتي بعد ذلك ويحاول فرض رؤيته أو دينه على إنسان آخر، بأي شكل من الأشكال! فليحيا الناس في سلام، وليؤمن كل بما شاء طالما أنه لا يؤذي البشر ولا يفرض ما لديه. وسوف يأتي يوم نعرض فيه جميعاً على الله فيحكم بيننا. أتمني أن أرى ذلك في ثقافاتنا العربية ذات يوم!

هي ليست مدينة على وجه الدقة، لكنها جزيرة صغيرة، مساحتها حوالي 10 كيلو متر مربع، وتتبع ولاية ميتشجان، في أقصى شمال الولايات المتحدة. لا تتصل الجزيرة ببقية اليابسة بأي جسر، ووسيلة الوصول إليها هي العبارات والسفن الصغيرة فقط.

لم أذهب إلى هذه الجزيرة بنفسي، لكني قرأت عنها نبذة وجيزة فدفعني الفضول للبحث عن المزيد، لاسيما وأنها تقع في ولاية ملاصقة لولاية إلينوي حيث أعيش حالياً، وإن كانت المسافة بينها وبين مدينتي ليست قريبة. المثير في هذه الجزيرة أنه غير مسموح للسيارات بالتواجد على أرضها، ووسائل المواصلات الوحيدة هي الدراجات والعربات التي تجرها الأحصنة (الحنطور كما نسميه في مصر). هذه التدوينة إذن عن مكان أود زيارته ذات يوم وليست عن مكان قمت بالفعل بزيارته كعادتي فيما سلف من المواضيع السياحية على المدونة.

هاكم بعض الصور للجزيرة استعرناها من ويكيبيديا.

وهذا فيديو قصير وجدته يصور جزيرة ماكينا Mackinac Island.

 أرجو أن يكون موضوعي القادم عن هذه الجزيرة بعد زيارة شخصية لها!

يا ترى هل توجد مدن أو قرى في بلادنا نستطيع أن نكرر فيها تجربة المواصلات بلا سيارات؟ هذا بالطبع بعد أن يكتمل حصولنا على حرية أوطاننا العربية وتولي رجال إدارة أكفاء لشئون تخطيط المدن والسياحة. قل آمين!

12 Oct, 2011

عودة قرعة الجرين كارد

الكاتب: محمد شدو | التصنيف: أسئلة القراء , الهجرة

Winetka3

قرعة الجرين كارد تعود من جديد، كعادتها في شهر نوفمبر من كل عام!

هذه فرصة الراغبين في الهجرة للولايات المتحدة الأمريكية للمشاركة في الباب الوحيد للهجرة الذي يعتمد على الحظ، والحظ وحده! فجميع سبل الهجرة الأخرى تستغرق الطويل من الوقت والكثير من الجهد. لكنك تعلم ولا شك – إن كنت جاداً في سعيك للهجرة – أن أبواب الحظ هذه لابد من طرقها طالما أنها لا تكلف شيئاً، لكنها في الوقت ذاته لا يصح أن تكون خطتك الوحيدة في الهجرة! يعني لا مفر من السير في السبل الصعبة والطويلة للهجرة بناء على تخطيط علمي، لأن هذه سوف تؤدي في النهاية إلى ثمرة وإن طال الزمن، والتعامل مع هذه القرعة تعاملك مع شراء تذكرة يانصيب بهدف حل مشاكلك المالية!

أما وقد قمت بتوضيح ما هو واضح (!)، فإليك بعض التفاصيل عنها وعن كيفية اغتنام الفرصة:

1- القرعة الحالية هي قرعة عام 2013، نعم رغم كوننا ما زلنا في عام 2011! والسبب في ظني أن نتيجة القرعة تظهر في منتصف العام القادم 2012، ثم يستغرق الأمر بضعة أشهر حتى يستطيع الفائز أن يدخل بالفعل إلى الولايات المتحدة، وهو ما سيكون غالباً في عام 2013. أي أن الأمر يستغرق بعض الوقت أيضاً حتى في حالة كونك أحد المحظوظين. وهو سبب آخر يدعم ضرورة النظر في السبل الأخرى التي لا تعتمد على الحظ!

2- يتم فتح باب التقديم لمدة شهر واحد من كل عام. التقديم في هذا العام ينتهي يوم 5 نوفمبر 2011.

3- هام: الطريقة الوحيدة للتقديم هي الموقع الرسمي ويتم الكترونياً فقط. لا يوجد تقديم ورقي. التقديم مجاني تماماً. طالما أن التقديم يتم على الانترنت فقط فموقعك الجغرافي أثناء التقديم ليست له أي أهمية. أؤكد على هذه التفاصيل حتى لا ينخدع أحد بأي إعلانات توهمه أن جهة ما سوف تقوم عنه بالتقديم وتعظم من فرص نجاحه لقاء مبلغ مالي. عليك فقط اتباع الخطوات، وهي واضحة.

4- يشترط فقط أن يكون المتقدم حاصلاً على شهادة الثانوية العامة أو ما يعادلها (إنهاء 12 عاماً دراسياً بنجاح).

5- لكل متقدم الحق في إدخال بياناته مرة واحدة فقط. لو أدخلت بياناتك أكثر من مرة واحدة فسوف يتم استبعادك تماماً. إذا كنت متزوجاً فمن الممكن التقديم مرة باسم الزوج ومرة باسم الزوجة.

6- من حسن الحظ أنه تتوفر الآن ترجمة عربية رسمية لجميع شروط وتعليمات التقديم، وفيها جميع ما ذكرته أعلاه وزيادة. عليك قراءة هذه التعليمات وسوف تجد فيها إجابة على جميع أسئلتك وتوضيحاً جميع خطوات التقديم بإذن الله.

7- فيما يخص الصورة وشروطها، فهي موضحة بالتفصيل في ملف الإرشادات العربي، لكن سوف أضيف هنا فقط هذا الرابط المفيد جداً، وهو يتيح لك رفع الصورة الرقمية وسوف يقوم بتعديلها بشكل آلي للتوافق مع الشروط المطلوبة.

Good Luck!

هذه الأوراق الكثيرة التي تراها في الصورة ليست لوحة سيريالية (للفنان المبدع فاروق حسني مثلاً!) لكنها من داخل إحدى الكافيهات الشهيرة في أمريكا.

وهو مشهد معتاد في الكافيهات التي لا تعد ولا تحصى في كل مدينة أمريكية. وهو جانب من جدار داخل المقهى يتم تخصيصه للإعلانات المحلية المجانية، يمكنك أن ترى على هذا الحائط جميع أنواع الإعلانات، ما بين محاضرة، أو مدرس يعلن عن خدماته، ما بين هيئة صغيرة أو نشاط فرد واحد يعلن عن نفسه لأهل المنطقة.

أليست فكرة لطيفة؟ هل يفعل مثل ذلك أي من كافيهات المدن العربية؟

الصورة على إحدى مداخل Evanston وهي مدينة صغيرة متاخمة لشيكاغو وتعد إحدى ضواحيها. (الماء الذي تراه على جانب الصورة هو بحيرة ميتشجان Lake Michigan).

وهذا تقليد شائع في المدن والقرى الأمريكية أن ترى بناء بسيطاً كهذا يخبرك بتاريخ نشأة المدينة، وأحياناً يضيف نبذة عن تاريخها.

كالعادة يأخذني تفكيري إلى بلادنا، وفي حلم يقظة سريع أطبق ما أستحسنه في بلاد الفرنجة على واقعنا. ما أسهل أن نفعل المثل عندنا! والمدن والقرى لدينا لن يكون تاريخ نشأتها منذ مائتي أو ثلاث مائة عام ولكن مئات وألوف الأعوام. وبالإمكان أن نفعل المثل على حدود الأحياء داخل كل مدينة.

تصور أن تعبر على قرية فترى شيئاً مثل ذلك يخبرك بتاريخ وقصة نشأتها أو المعروف منها في كتب التاريخ. ثم نبذة عن تطور البلدة حتى عصرنا الحالي. وقد نضيف في جانب آخر من جوانب الجدار سيرة قصيرة لبعض مشاهير البلدة الذين أثروا في التاريخ أو في العلم أو في الفن.

هذه كلها أمور سهلة التنفيذ. تذكر فقط أن تنتخب لشئون إدارة وطنك رجالاً ونساء لهم عقول نيرة ورغبة في تجميل بلدانهم!

من الأشياء التي لفتت نظري وأعجبتني في بداية حياتي في أمريكا ومحاولة فهم البلد والتعرف عليها شيوع الجرائد المحلية التي تغطي المدن والولايات. فلكل منطقة او مدينة هناك جريدة أو أكثر، مجانية وتعتمد على الإعلانات، وهي في الغالب إعلانات لجهات محلية تقع في المدينة أو المنطقة المعنية. ولعل ذلك يفسر أحد أسباب تواجد آلاف الجرائد والمجلات التي تصدر في الولايات المتحدة الأمريكية.

سبب إعجابي بهذه الجرائد المحلية أننا كثيراً ما نجهل ما يحدث في مدينتنا أو مجتمعنا الصغير مما يستحق الاهتمام والمتابعة. قد تكون هناك مجموعة في مدينتك لها نشاط يصب في صميم اهتماماتك وأنت تجهل تماماً وجود مثل هذا النشاط بالقرب منك. قد تكون هنالك تجارب إيجابية محلية يجهلها الكثيرون ولو عرفوا بها لاستطاعوا تشجيعها والاستفادة منها. نحن نقرأ في الجرائد ومواقع الأخبار غالباً عن أشياء تحدث على بعد مئات أو آلاف الأميال من موقع معيشتنا مع أن توجيه بعض هذه الطاقة لما يقع داخل محيطنا الصغير قد يكون أكثر نفعاً بكثير.

الحق أنني أيضاً رأيت في الانتشار الواسع لهذه الجرائد المحلية المجانية في الولايات المتحدة جانباً آخر سلبياً هو الضرر البيئي من استخدام كل هذه الكمية من الورق. لكن هذا يتغير مع اضطرار كل هذه المطبوعات للتواجد على الانترنت. ولعل التجارب غير الكاملة مرحلة ضرورية في تجربة البشر على كل حال، فلا يوجد تقدم لا يمر بمراحل كثيرة مبدأية وكثيراً ما تنطوي المراحل الأولى على أخطاء ومشاكل، لكن بدونها ما كان لنا أن نصل في النهاية إلى الثراء والتقدم الإنساني الناتج عن دوام التجربة والمحاولة والإبداع.

عرضت لي هذه الخواطر جميعاً حين رأيت هذه المجلة بين مجلاتي القديمة وكنت اشتريتها أثناء فترة إقامتي في ولاية نورث كارولينا North Carolina في عام 2002.

المجلة تختلف عن الجرائد المحلية التي ذكرتها في البداية إذ أن الجرائد المحلية تعني عادة بمدينة صغيرة وتكون على شكل جريدة، أما هذه فمجلة تهتم بالولاية بأكملها.

وفي المجلة مواضيع مصورة عن أماكن سياحية في الولاية تستحق الزيارة، وعن شركات نشأت ونجحت، وعن جامعات وما يجري فيها من أبحاث علمية جديدة.

أعلم أننا بدأنا أشياء شبيهة في عالمنا العربي، لكن لعلنا في حاجة إلى المزيد. ومع وجود الانترنت والمدونات سهلة الإنشاء فلا توجد حاجة لاستثمار كبير أو حتى مجلات مطبوعة. من الممكن أن تبدأ مدونة محلية عن مدينتك أو محافظتك. ضع فيها صوراً ومارس دور الصحفي الباحث عن الأخبار. من الممكن أن تذهب لهذا المطعم وتجري حواراً مع صاحبه عن قصة إنشائه لمطعمه الصغير. اذهب لتاجر ناجح أو رجل أعمال صغير واعرض علينا قصة نجاحه. اذهب إلى ملجأ الأيتام واعرض صوراً منه، قد ينقصه بعض التمويل أو تكون هنالك مشاكل يمكن حلها لو علم الناس بوجودها. إن المجتمعات الصغيرة بحاجة للتواصل والتعارف حتى يمكن أن تتماسك ويعين بعضها بعضاً!

15 Aug, 2011

بعض الأسئلة عن الدراسة في أمريكا

الكاتب: محمد شدو | التصنيف: أسئلة القراء , الهجرة

في تعليق على التدوينة السابقة طرح القاريء “محمد” بعض الأسئلة، ها هي أسئلة الصديق القاريء وإجاباتي عليها في حدود علمي:

كم  ستكلف مني الفيزا الامريكية؟

هناك أنواع مختلفة من التأشيرات لأمريكا. أعتقد أن تكلفة تأشيرة الزيارة في حدود مائة دولار أمريكي. عليك أن تتصل بالسفارة الأمريكية في بلدك وتستعلم عن الأمر.

وهل استطيع العمل بالفيزا الدراسية؟

الفيزا الدراسية لا تعطيك حق العمل بحرية أثناء فترة الدراسة. معلوماتي أنها تعطيك حق العمل بدوام جزئي part-time في المؤسسة التعليمية. على كل حال لو أنك حصلت على تأشيرة دراسة فمعنى ذلك أنك على اتصال بالمؤسسة التعليمية التي سوف تدرس فيها وهم بالضرورة أقدر على الإجابة على هذا السؤال.

الميزة التي أحب إضافتها هنا فيما يخص تأشيرات الدراسة أن التخرج بنجاح والحصول على شهادة من جامعة أمريكية يؤهل الطالب لتأشيرة عمل مؤقته حال تخرجه يستطيع خلالها أن يبحث عن عمل في أمريكا، فإذا وجد عملاً مناسباً من الممكن أن تقوم الشركة بعد ذلك بإعطائه تأشيرة عمل قد تقود إلى حصوله في النهاية على الجرين كارد أو الإقامة الدائمة. والدراسة الجامعية في أمريكا هي أفضل سبل الهجرة في رأيي لمن يستطيعها.

وسؤالي عن المعيشة في كاليفورنيا من حيث السكن والجو وغلاء المعيشة؟

أنا شخصياً لم أعش في ولاية كاليفورنيا. لكن معروف أن تكاليف المعيشة فيها أغلى من ولايات الساحل الشرقي ووسط أمريكا. لو كنت تنوي الدراسة في أمريكا على حسابك فربما يكون الأفضل اختيار ولاية ومدينة تكاليف السكن فيها معقولة. أما الجو في كاليفورنيا فهو أفضل من مناطق أخرى كثيرة في أمريكا لمحبي الشمس والدفء.

وهل الجامعات الامريكية تطلب مني شهادات او اختبارات غير شهادة الثانوية وغير اختبارات اللغة المعروفة؟
واخيرا هل هناك عمر معين للألتحاق بالجامعات؟

بإمكانك مراجعة شروط الالتحاق في موقع أي جامعة أمريكية وسوف توضح جميع المتطلبات.

11 Aug, 2011

ماذا ستقدم لك أمريكا؟

الكاتب: محمد شدو | التصنيف: أسئلة القراء , الهجرة

جاءني السؤال التالي من صديق قاريء للمدونة من السعودية:

احمل الجواز الامريكي بحكم انى مولود في امريكا وانا من السعوديه وارغب بالعمل والعيش في امريكا ولكن لدي عدة اسئله اود ان اعرف اجوبتها. انا في السعوديه لدي عمل ولدي سكن ومتوفر لدي كل متطلبات الحياه فماذا سوف تقدم لى امريكا اذا اردت ان استقر فيها؟ هل سوف تؤمن لي عملاً أو سكناً مؤقتاً حتى استطيع ان أبدأ حياة جديدة هناك، مع العلم أنى لم ازر امريكا مسبقا أبداً الا عندما كنت هناك بعد ولادتى، مع العلم بانى متزوج ولدي طفلان فما هي الاشياء التى ممكن ان تقدمها امريكا لي ولى اسرتى حتى انتقل للعيش فيها (هدفي هو ارقى بلمستوى المعيشي) أرجو منك إفادتى ولكم جزيل الشكر.

Chicago DT7

 أولاً كونك تحمل جواز سفر أمريكي هو ميزة ضخمة سوف تجنبك كثيراً من عناء الهجرة، إذ يمثل الحصول على إقامة قانونية عادة أكبر عقبة في طريق المهاجرين الجدد. لكن النجاح في أمريكا يتطلب بالطبع أشياء أخرى إلى جانب جواز السفر الأمريكي. بداية يجب أن أوضح أن أمريكا لن تقدم لك أياً من الأشياء التي ذكرتها في سؤالك، لن تساعدك أمريكا في الحصول على سكن مؤقت ولا في الحصول على عمل، إلخ. المجتمع الأمريكي مجتمع تنافسي تعتمد الحياة فيه على العمل والاجتهاد أولاً وأخيراً. ونوعية العمل الذي تستطيع الحصول عليه سوف يتحدد في رأيي وفقاً لأربعة أشياء هي:

 1- مدى إجادتك للغة الانجليزية،
2- نوعية الشهادة الدراسية الحاصل عليها (التعليم العالي يوفر فرصاً أكبر، الماجستير والدكتوراة)،
3- نوعية الخبرة المتوفرة لديك من أعمالك السابقة،
4- المدينة التي سوف تأتي إليها وحجمها وعدد الشركات العاملة فيها.

 وأهمس في أذنك أن الارتقاء في الحياة بالهجرة ليس ثمرة شهر أو شهرين في المهجر لكنه يتطلب عملاً كثيراً وعادة يستغرق الأمر سنوات عديدة حتى تبدأ في حصد ثمار اجتهادك. لو كنت تبحث عن نجاح سريع بمجرد أن تطأ قدماك الأرض الأمريكية فربما كان الأفضل هو البقاء في وطنك. لكن لو كنت ترى أن الحياة في أمريكا سوف تمثل لك خطوة للأمام فقم بالتخطيط الواقعي للأمر. وأنا بالطبع لا أعرف تفاصيل عملك وحياتك وخبراتك لذلك فأنت أقدر مني على تقدير فرصك خارج وطنك. وأمريكا بلد واسع له حسنات كثيرة وفيه كذلك متاعبه. وأنا شخصياً لو كنت مكانك لقررت الهجرة ودرستها من جميع جوانبها وتوكلت على الله. لكن لكل إنسان ظروفه. ووجود عائلة وأطفال معك يجعلك تخطط لهذا التغيير الجذري بحذر وتأن.

وأقترح عليك أن تطرح على نفسك الأسئلة التالية وتجيب عليها وتسترشد بإجاباتك في دراسة الأمر:

- ما هو نوع الارتقاء بالحياة الذي تبحث عنه في أمريكا؟ أو ما الذي لا تجده في بلدك وتظن أنك سوف تجده في أمريكا؟

- ما مدى استعدادك أن تبدأ حياة أصعب من التي تركتها حتى تصل إلى حياة أفضل؟ وكم من الوقت تستطيع أن تصبر حتى تحقق هذا الأفضل؟

- هل سوف تأتي أمريكا للعمل فقط أم أنك على استعداد أن تدرس في أمريكا حتى تحسن فرصك في العمل في السوق الأمريكي؟

سألني صديق عن طبيعة الأجواء الرمضانية في الأراضي الأمريكية. ولعل رمضان في أمريكا يكون مثل رمضان في أي بلد آخر غير ذي أغلبية مسلمة. فلا يوجد بالطبع مظاهر عامة شاملة لحضور شهر الصيام، وإنما تقتصر الأجواء الرمضانية على حياة المسلمين الشخصية وعلى المساجد. وقد تكون أقوى حضوراً في المناطق التي تتواجد بها جالية مسلمة كبيرة العدد.

في تجربتي الشخصية كانت أسوأ فترة رمضانية هي تلك التي مر علي فيها رمضان وأنا أعمل في مطعم، فالعمل يكون غالباً في وقت الإفطار، وبالتالي كنا نظطر لتناول إفطار سريع والعودة للعمل فوراً. وهكذا يكون رمضان لأي مسلم يعمل عملاً يمتد إلى وقت الإفطار.

وفي المدن الصغيرة التي عشت فيها كنا نشعر بأجواء رمضان من خلال الصحبة والإفطار الجماعي، فهذه هي الفرصة الوحيدة للشعور بما كنا نشعر به قبل الهجرة على مائدة الإفطار اليومية خلال الشهر. وأنا هنا أتحدث من وجهة نظر المهاجر الأعزب!

أما في مدينة شيكاغو فحضور الشهر أفضل لكون الجالية المسلمة بها كبيرة العدد. شيكاغو فيها عشرات المساجد كبيرة الحجم. تزدحم هذه المساجد بشكل كبير أثناء صلاة التراويح حتى لا تجد فيها موضعاً لقدم، ويستطيع أي عابر خارج المسجد أن يشعر أن هناك احتفالاً أو مناسبة خاصة، فالموقف التابع للمسجد يكون مليئاً بالسيارات بشكل غير طبيعي مما يستوجب وجود رجال كل مهمتهم تنظيم حركة ووقوف سيارات المصلين. وجميع المساجد التي رأيتها في شيكاغو تقدم إفطاراً مجانياً جماعياً وقت الإفطار أيضاً، فتجد المصلين يفطرون سوياً بعد الأذان وقبل أداء صلاة المغرب. ومن ثم فإن الحضور الرمضاني يكون قوياً.

كذلك تشعر بالأجواء الرمضانية بشكل كبير في المطاعم العربية في وقت الإفطار، حيث تجد صحبة كبيرة – هي كثير من رواد المطعم الصائمين معك – يفطرون معك.

لعل الأجواء الرمضانية هي باختصار “الجماعة”، أي مشاركة جماعة كبيرة من حولك في سلوك واحد هو الصيام في وقت معين والإفطار في وقت معين. والحق أن هذا الجو الجماعي يميز الحياة اليومية للمسلمين بشكل عام، غير أننا لا نمارسها بهذا الوضوح وهذه الكثافة إلا في هذا الشهر! والجدير بالذكر أيضاً أن جماعة المسلمين أضافت سنناً جديدة للمشاركة الجماعية في هذا الشهر، من قبيل البرامج والمسلسلات المسلية والإصرار على الانتقال بالمعدة – بشكل فجائي – من حالة الخمول والخلو الكامل من الطعام إلى حالة النشاط البالغ في محاولة هضم خليط من الطعام والحلوى والفاكهة واللبن والتمر في وقت واحد!

تابع جديد المدونة على بريدك الالكتروني: أدخل بريدك الالكتروني هنا ثم قم بتفعيل الرابط الذي سيصلك في رسالة

Comments Off

29 Jul, 2011

نظرات على بحيرة كايوجا

الكاتب: محمد شدو | التصنيف: لقطات أمريكية (صور)

هذه بعض الصور لبحيرة كايوجا، وهي واحدة من عدة بحيرات يطلق عليهم جميعاً “بحيرات الإصبع” Finger Lakes والصورة لجنوب البحيرة الذي تطل عليه مدينة إثاكا Ithaca الصغيرة بشمال ولاية نيويورك.

Comments Off

روابط جوجول الدعائية


عن الموقع

مدونة يكتبها مهاجر مصري يعيش في الولايات المتحدة الأمريكية، عن الحياة اليومية في أمريكا، والهجرة، وجوانب أخرى متعددة وصور من هذا البلد القارة.

تابع جديد المدونة على بريدك الالكتروني

أدخل بريدك الالكتروني هنا ثم قم بتفعيل الرابط الذي سيصلك في رسالة

Delivered by FeedBurner

فيديوهات صورتها في أمريكا