الحياة في أمريكا

10 Mar, 2011

نهر وبحيرة

الكاتب: محمد شدو | التصنيف: لقطات أمريكية (صور)

منذ فترة كنت أصور كثيراً بالفيديو كلما سافرت إلى مدينة قريبة أو بعيدة، ثم توقفت فجأة هذه الهواية. والآن فكرت أن أقتطع بعض الدقائق السياحية من أفلام كثيرة عندي – طويلة ومملة! وسوف ترى أن جل ما وصلت إليه مهاراتي في إنتاج الفيديو هو اقتطاع جزء ثم إضافة خلفية موسيقية وبعض النص في البداية والنهاية!

أما الفيديو الأول فيعرض عليك مجموعة من البيوت الجميلة تصطف على بحيرة سينيكا Seneca (كتبت بالخطأ في عنوان الفيديو أنها بحيرة كايوجا ثم تنبهت للخطأ وكسلت عن إعادة إنتاج الفيديو وتصحيحه!) في مدينة صغيرة شديدة الهدوء اسمها Geneva أو “جنيف”… مضبوط، على اسم عاصمة سويسرا! والمدينة تقع في شمال ولاية نيويورك. ها هو الفيديو والموسيقى لالياس رحباني.

أما الرحلة السياحية الثانية التي جهزتها لك فهي من مدينة أخرى لكنها كبيرة، مدينة بوسطن، وهي تصور مساحة من الماء أيضاً، لكنها هذه المرة نهر اسمه شارلز Charles River في الولاية صعبة النطق المسماة ماساتشوستس!

ها هو الفيديو الثاني والموسيقى لإلياس رحباني أيضاً.

Comments Off

Chicago DT21

يأتيني هذا السؤال كثيراً. ويبدو أنه قد حان الوقت لكتابة تدوينة واحدة (كانت هذه نيتي ابتداءً، إلا أن الحديث طال مما استلزم تحويل الموضوع إلى سلسلة من التدوينات) تجيب ما يأتيني من تساؤلات عن الهجرة، على قدر علمي وخبرتي كمهاجر في الولايات المتحدة. لست خبيراً قانونياً بالطبع، لذا أرجو ألا تطلب مني ما لن يأتيك بخبره إلا محام متخصص بشئون الهجرة! سوف أفرغ هنا كل ما أعرف بصدق وإخلاص، والباقي عليك! :)

لعل سكان العالم العربي أجمعون يريدون الهجرة! هذه مبالغة ولا ريب. ومع ذلك فإن شيطان المبالغة قد تمكن من قلمي وها هو يواصل هذيانه: لو فتحت أوربا و “الدول المتقدمة” أبواب الهجرة لأصبحت كثير من المدن العربية مدن أشباح! سوف يهاجر الأغنياء والفقراء، الغفراء والأطباء… فالرغبة في الهجرة في بلداننا هي الديمقراطية الوحيدة التي نتمتع بها جميعاً بلا تفرقة! غير أن هناك شرذمة “وطنية” لن يزحزحها مزحزح عن هذه البلدان، حيث لن تتيح أرض أخرى لعبقريتهم أن تظهر وتتألق وتتأنق، سواء في ذلك عبقريتهم السياسية وعبقريتهم المالية! ألا ترى ما جمعوه من مليارات وما أنجزوه من مناصب ورياسات؟!

خسئت يا شيطان المبالغة! فلأستعذ بالله من الشيطان اللئيم. ها هو يضحك ويكشف عن أسنان صفراء ملوثة! انصرف! عليك اللعنة. نظر إلي نظرة أخيرة، وتغيرت صورته وتعددت وتقلبت وكأنه رجال كثر يتبدلون في وجه واحد، ثم استدار وانصرف. هييء إلى لوهلة أنني أعرف هذا الوجه المألوف. وكأنني وعيت ونشأت وكبرت على رؤيتها جميعاً، هي هي ذات الوجوه التي لا تتغير على مر العقود! أعوذ بالله…

اللهم اخزيك يا شيطان، هو وليس أحد غيره أخرجني عن صلب موضوعي! ماذا قلنا؟ آه.. الهجرة. كيف تهاجر إلى أمريكا. ولم لا؟! أليست الأرض كلها أرض الله، والبشر خلقه وعباده؟ وقديماً قال العبقري علي بن أبي طالب كلمة قرأتها مرة فتشبثت بعقلي ما غادرته، قال: “ليست أرض بأحق بك من أرض، خير البلاد ما حملك!”. لكن أحذرك أو أبشرك أنك إن كنت مثلي، فسوف لن تنسى بلدك الأم أبداً أبداً، وقد لا يمر عليك يوم واحد دون أن تقارن وتأسى وتلعن أيضاً… الشيطان الذي حرم بلدك وأهل بلدك من حقوق تنعم بها شعوب أخرى دون تفكير. كما أعلمك أيضاً أن الهجرة ليست عسلاً مصفى أو أعمالاً تجري من تحتها الأموال! إن أردت أن تهاجر وتنعم فجأة بكل ما ينعم به المواطن الأصيل فخير لك أن تبقى حيث أنت، مواطن أصيل في بلدك. وطن نفسك على تحمل سنوات طويلة قبل أن ترى ما تحب، وأن أبناءك – غالباً – سوف يكونون أيسر حظاً في وطنهم الذي جاء إليه آباؤهم، وقد لا تندم بعدها أنك تحركت في أرض الله الواسعة

كفاني مطاً وتطويلاً وخروجاً عن صميم المواضيع، ليس على الشيطان لوم هذه المرة! توكلنا على الله…

التأشيرة والإقامة

بداية، اعلم يا صديقي أن هنالك أنواع مختلفة من تأشيرات الدخول إلى الولايات المتحدة. عليك كذلك أن تميز بين شيئين: “تأشيرة الدخول”، المشهورة باسم “الفيزا”visa ، و”الإقامة” أو الوضع القانوني داخل البلد status. فأنت قد تدخل، مثلاً، بتأشيرة زائر، ومن ثم تصبح إقامتك أو وضعك القانوني داخل الولايات المتحدة هو زائر. لكنك قد تغير بعد ذلك وضعك القانوني من “زائر” إلى “طالب” على سبيل المثال. كذلك تذكر أن تميز بين مدة صلاحية الفيزا وبين مدة الإقامة داخل البلاد. قد تحصل على تأشيرة زائر مدتها خمسة أعوام مثلاً، وهي شائعة، لكن ذلك لا يعني أنه يحق لك أن تبقى داخل الولايات المتحدة كل هذه المدة! مدة تأشيرة الدخول هي فقط الفترة التي تستطيع خلالها الدخول إلى أمريكا باستخدام هذه الفيزا. فإذا أتيت إلى أعتاب البلاد قابلك مسئول وطبع على جواز سفرك مدة “إقامتك”، وهي لا تزيد عادة عن ستة أشهر في حالة الزائر. كما يعطيك كل وضع قانوني معين حقوق معينة. فالزائر ليست له نفس حقوق الطالب، كما لا يتمتع الطالب بحقوق المقيم الدائم permanent resident (الحاصل على الجرين كارد أو البطاقة الخضراء – وهي ليست خضراء اللون بأي حال بالمناسبة!).

فما هي أنواع التأشيرات وأبواب الهجرة المختلفة؟

تأشيرة سائح/زائر B1-B2 Visa

هل حصلت على تأشيرة زيارة؟ مبارك (لا لا لااااااااااا!) أقصد “مبروك” (هذا أفضل كثيراً!!)، ولكن…

هذا التوضيح له أهميته لكون الكثيرين يظنون أن الحصول على تأشيرة زائر أو سائح هو بمثابة الهجرة. الواقع أن دخول بلد ليس مثل البقاء فيه. فالزائر، كما أسلفت، يصبح وضعه القانوني داخل البلاد هو “زائر”، أي أن له البقاء داخل البلد لفترة محددة، وليس له حق العمل أو الدراسة في الجامعة مثلاً. ولا يمكن أن ننكر أن الهجرة الأمريكية لا زالت كريمة، فأكثر من يدخل بتأشيرة زائر B1-B2 Visa يحصل على ستة أشهر كاملة يحق له البقاء خلالها داخل البلاد، حتى لو ادعى أنه ينوي البقاء عدة أسابيع فقط ثم يعود من بعد إلى بلده العزيز! ونصف العام ليس فترة قصيرة، غير أنها تمر سريعاً!

إذا كنت تنوي الدخول من هذا الباب فاعلم أنه الأصعب والأطول. تذكر أنك إن “كسرت الإقامة”، أي أقمت أكثر من المدة المسموحة لك حين دخولك، التي هي عادة من 3 إلى 6 أشهر، فإنك تصبح بعدها “مهاجر غير شرعي”. لا يستطيع المهاجر غير الشرعي الحصول على إقامة شرعية إلا عبر أبواب محدودة وضيقة، أكثرها شيوعاً الزواج من مواطن أو مواطنة أمريكية. وإشكالية هذا الوضع غير القانوني أنك إن خرجت من الولايات المتحدة لا يحق لك العودة لها مرة أخرى لمدة تربو على عشرة سنوات كاملة، وهو ما يحدو بالكثيرين إلى البقاء في هذا الوضع سنوات طويلة لعدم رغبتهم في العودة النهائية إلى بلدانهم، رغم القيود التي يعيشون في أطرها كمهاجرين غير شرعيين. والحق أن تقديرات عدد المهاجرين غير الشرعيين في الولايات المتحدة تترواح بين 10 و 20 مليون! وهو رقم خرافي، وربما يعود ذلك إلى عدم تعرض المهاجر غير الشرعي بوجه عام إلى مضايقات داخل أمريكا طالما أنه لا يرتكب جرائم أو يشاغب، وهو ما يدفع بهذه الملايين إلى تفضيل البقاء كمهاجرين غير شرعيين على العودة إلى بلدانهم (ربما لأن الحياة كمهاجر “غير شرعي” في بلد متحضر أفضل من الحياة في بلاد تقوم بشكل كامل على حكومات “غير شرعية”!).

سوف تسألني وكيف يمكن الحصول على تأشيرة الزيارة؟ هنالك قاعدة واحدة بسيطة، هي أن تأشيرة الزيارة يتم منحها لمن يثبت أنه ينوي العودة إلى وطنه وليست لديه نية البقاء في أمريكا بشكل نهائي. غير أن إثبات ذلك ليست له قواعد محددة واضحة. عادة يحاول المتقدم لتأشيرة الزيارة أن يقدم أوراقاً تثبت أن لديه أملاك أو وظيفة محترمة أو عائلة لا يستطيع تركها. غير أن الواقع لا يسير دائماً وفقاً لهذه القواعد. والحق أن الحصول على التأشيرة أو عدمه يبدو أنه يرجع إلى حد كبير إلى التقدير الشخصي لمسئول التأشيرة الذي يجري معك المقابلة. وقد تكون لديهم قواعد غير معلنة. فمسئولي السفارات الأمريكية في البلدان “المصدرة للمهاجرين/الهاربين من الجحيم” يعلمون تمام العلم أن عدداً كبيراً ممن يتقدمون للحصول على تأشيرة زائر إنما يخططون للبقاء في الولايات المتحدة وعدم العودة. وكثيراً ما يتم إعطاء تأشيرات الزيارة لشباب أعزب وصفر اليدين من الأملاك أو الثروات، يعني شباب كتبت الشمس على وجوههم بوضوحها المعلوم: “لو حصلت على تأشيرة الزيارة المؤقتة فسوف أعتبرها – شاكراً – تأشيرة هجرة دائمة!”. والعجيب أنه أحياناً ما يتم رفض من يملكون المال والأعمال وكل أسباب العودة! لذلك لا تسأل أحداً عن كيفية الحصول على التأشيرة، فلن يعطيك أحدهم جواباً شافياً مؤكداً في رأيي!

نواصل في الحلقة القادمة إن شاء الله، مع دعواتكم أن يعيننا الله على العودة سريعاً لأنهاء ما بدأته في هذه السلسلة!

04 Aug, 2010

الأندلس في شيكاغو!

الكاتب: محمد شدو | التصنيف: لقطات أمريكية (صور)

في طريقي في وسط البلد بشيكاغو فوجئت بهذا المبنى:

Andalus Chicago

المبنى كما ترى ذو ملامح شرقية أو أندلسية. تأكد الأمر حينما اقتربت فرأيت كلمات عربية تزين حوائطه.

Andalus Chicago6

بعد بحث سريع عرفت حكاية المبنى.

Andalus Chicago5

Andalus Chicago3

Andalus Chicago2

يرجع بناؤه إلى عام 1913 حيث صممه مؤسسوه على الطراز الإسلامي الأندلسي وأعطوه اسم “معبد المدينة” Medinah Temple. تم بيعه في عام 1990 لمستثمرين خططوا لهدمه وبناء مبنى سكني وجراج نظراً للقيمة التجارية المرتفعة للموقع. لا أعلم تفاصيل فشلهم في ذلك، حيث تم وضع المبنى في عام 2001 في قائمة معالم مدينة شيكاغو، وربما سعت بعض الجهات إلى حمايته بذلك من الهدم، حيث أن كونه من “معالم المدينة” يجعله غير قابل للهدم، وتشرف عليه لجنة خاصة تعمل على أن تبقى واجهته دون تغيير أو عبث، عدا أعمال الصيانة (عقبال لجنة معالم القاهرة بإذن الله.. يا رب!) ويقع داخله حالياً أحد سلاسل المحلات التجارية الشهيرة.

تم إغلاق جزء من أحد أهم شوارع وسط البلد في شيكاغو لزوم تصوير فيلم هوليوودي شهير. هذه أول مرة منذ قدومي للولايات المتحدة أرى شيئاً من هوليوود رأي العين. جاء إخطار للعاملين حول الموقع والمارين أنه سيتم إغلاق هذا القسم من الشارع لمدة يومين، وأن التصوير في بعض الأوقات سوف يتضمن طائرات هليكوبتر تطير في الشارع على ارتفاعات منخفضة وإطلاق أعيرة نارية صوتية، وأن الشرطة بالطبع سوف تكون حاضرة في جميع الأوقات للتنظيم والتأمين.

لم أر تصوير الطائرات والمشاهد، غير أنني أدركت حينها أحد أسرار واقعية أفلام هوليوود الشديدة. هذه صناعة تدر المليارات داخل وخارج الولايات المتحدة ولذلك تستحق الاحترام والعناء وإغلاق الشوارع!

ما رأيته وصورته هو جانب من الاستعدادت الأولية للتصوير حيث السيارات التي تهشمت واحترقت.

لم يضيق أحد بالتصوير والإغلاق، فقد تم تحويل مسار المرور بسلاسة وإحكام ونظام!

Comments Off

أهلاً بكم في حلقة جديدة من اللقطات الأمريكية! في الشهر الماضي عرضت بعض المواقف أو الأماكن التي مرت بي وسجلتها بالكاميرا، وهي غالباً صور أو لقطات عابرة من الحياة اليومية، كما أنها أحياناً ما تنطوي على إشارات ومقارنات -غير بريئة – تهدف إلى إعادة تأكيد أن بالإمكان أفضل كثيراً مما هو كائن في أوطاننا، والدليل أن بشراً في أرض أخرى حققوه، وهم لا يزيدون عنا في بشريتهم ولا يتفوقوا علينا بعبقريتهم، لكننا فقط بحاجة – ماسة وملحة – للتخلص من العصابات التي تحكم العالم العربي من المحيط للخليج! ما علينا، هذا ما كان في شهر مايو الماضي من صور أخذتها وتعليقي عليها.

أزهار التيوليب في وسط البلد

Tulips DT

في الشهر الماضي رأينا صورة لجانب من الزهور التي تملأ وسط مدينة شيكاغو مع دخول الربيع. وكما أشرت حينها، فالهدف من بذل الجهد والمال لزراعة هذه الزهور لم يكن الاحتفال بزيارة الرئيس أوباما للمدينة. فهذه بلاد تفتقد حس الإخلاص للرئيس والاحتفاء به بوضع الزهور حيثما يمر ثم رفعها بعد ذلك مباشرة! حيث لا تتمتع شعوب الغرب بحس إكرام الضيف العابر الذي تتزين به أخلاق بلداننا الكريمة. على كل، كانت هذه بعض زهور التيوليب التي ما لبثت أن ذبلت بعد شهر أو أكثر قليلاً، ويبدو أن حياتها قصيرة. تم بعدها استبدال الزهور الذابلة بأنواع أخرى من الزهور.

كنس الشوارع

street cleaning

تنبه هذه الورقة المعلقة على الشجر المواطنين لضرورة عدم ترك سياراتهم على هذا الجانب من الشارع في الفترة ما بين التاسعة صباحاً والثالثة عصراً، وذلك لتيسير عملية “كنس الشوارع” التي تتم مرة كل شهر لكل جانب. ويستمر الكنس الشهري لشوارع شيكاغو طيلة شهور الصيف ويتوقف في الشتاء بسبب الثلوج. وتستخدم فيه عربات أو مكانس ضخمة تقوم بالمهمة.

تحضرني هنا ذكريات والدتي رحمها الله عن حياتها في القاهرة في أربعينيات القرن العشرين، حيث كانت مصر تقوم هي الأخرى بالكنس الدوري لشوارع العاصمة، تماماً مثل شيكاغو الأمريكية. لا أعلم متى توقفنا عن كنس شوارع القاهرة. لكن نظرة واحدة على شوارع العاصمة المصرية توحي أن التراب يتراكم منذ أن رأت والدتي آخر عمليات التنظيف منذ ما يزيد على سبعين سنة! رحم الله والدتي الحبيبة وذكرياتها. وغفر لنظافة القاهرة الراقدة في غرفة الإنعاش في انتظار تدخل جراحي عاجل وماهر، أو الهلاك!

السياحة الداخلية

هذا هو ما تراه في بعض الاستراحات المنتشرة على الطريق السريع بين الولايات الأمريكية. وهو قسم السياحة المحلية، حيث تجد كتيبات ملونة أو دليل سياحي للولاية أو لمنطقة بعينها في الولاية تشرح أماكن الزيارة. وهي مجانية لكنها تحوي إعلانات للفنادق والمطاعم المحلية.

كثيراً ما يأخذني خيالي فأتصور أننا نجد على الطريق السريع في محافظة الدقهلية – مثلاً – استراحة وفيها دليل سياحي لأماكن الزيارة في المحافظة! يتطلب ذلك أولاً بالطبع أن يتم تهيئة جميع المدن الصغيرة والأماكن التي يمكن زيارتها ورفع التراب عنها حتى تصلح للزائرين. كما أنك في مصر سوف تجد تاريخاً غاية في الثراء لكل منطقة ومدينة صغيرة أو كبيرة.

تعبث هذه الأحلام بأذهان المهاجرين الذين يصيبهم الغيظ والحسرة كلما رأوا شيئاً حسناً وتمنوا مثله لبلادهم (هذه غبطة وليست حسداً بالمناسبة، فالناس جميعاً يستحقون ما هو أفضل). لكن المدهش دائماً أن مسئولينا لا تنتابهم هذه المشاعر! ألا يسافرون؟! بل هم يسافرون – بأموالنا – أفلا ينظرون؟ بل إن لهم أعين ينظرون بها! أينظرون ولا يفهمون؟ لعلهم ينظرون ويفهمون لكنهم لا “ينوون”، من النية!

DT birds

حينما ترى الطيور تمرح فى شوارع مدن الأرض فى استرخاء وأمان لابد أن تتساءل ولم لا تأتى هذه الطيور إلى مدن مصر وتمشى على أرصفة القاهرة كما تمشى أخواتها وترقد فى وسط مدينة شيكاغو – على سبيل المثال – كما ترى فى الصورة؟

DT birds2

فكرت أن الإجابة ليست معضلة! الأمر بسيط. ربما جاءت الطيور بالفعل إلى القاهرة، ثم انتهى بها مصيرها فى بطون الجائعين حتى اندثرت سلالاتها فى هذه البقعة من الأرض! وهل تلوم الجائع أن يرى طائراً صالحاً للأكل فيقرر أن أولى له أن يتحول من طائر زينة إلى وجبة تسد الرمق؟ لا يمكن لومه أبداً. وربما تعرضت هذه الطيور أيضاً للعبث والتعذيب من قبل “أطفال الشوارع” الذين يملأون الطرقات وفيها يبيتون. هل نلوم هؤلاء الأطفال؟ وماذا تنتظر من أعمار غضة أهملها مجتمعها وتركها فى وسط الطريق وليمة سائغة لكل شيء!؟

بل ولعل هذه الطيور تحلق فوق الكرة الأرضية فتختار ما يصلح للحياة فتحط فيه الرحال وترضى بالإقامة! ولماذا تعيش في أرض لا تصلح للحياة الآدمية أو الحياة “الطائرية” وعندها بدائل صالحة لحياة الإنسان والحيوان؟ وهل يصح أن تلقي بنفسها إلى التهلكة؟ لا يصح طبعاً!

لكن هذه الطيور محظوظة، فلها أجنحة تعينها على الحركة بحرية والاختيار بلا حدود. لا يستطيع جندي أمي مغيب لا يدري ما يفعل أن يهوي فوق جسدها بهرواة أو يخنقها بقنبلة مسيلة للدموع! سوف تتركه وتطير، هكذا ببساطة! لا تخضع الطيور لرئيس ووزراء كالحى الوجوه يسرقون طعامها وحقها في رزق الله الذي جعله لعباده، كلهم فيه سواء!

لكن الله كرم ابن آدم وجعله فوق الدواب والطيور. فلماذا لا يستخدم أجنحة عقله وكرامته ويطير بحرية إرادته؟ لو أراد لفعل! لكن أجنحته غير الظاهرة أحياناً ما تخفى عنه هو ذاته، فيعيش ملتصقاً بالأرض – مهما اتسخت – غير مدرك أنه قادر على الطيران!

Comments Off

هذه لقطات سريعة سجلتها على كاميرا المحمول في الشهر الماضي، وفكرت أن أفرد تدوينة لهذه الصور المختلفة مع تعليق سريع يبين ماهيتها.

عندما وقعت الشجرة!

Tree_fell

كانت الساعة حوالي التاسعة مساءً. وكانت هناك عاصفة وأمطار قوية. فجأة شعرنا بالبيت يهتز هزة سريعة قوية، أعقبها صوت ارتطام جسم ضخم وانقطاع التيار الكهربائي. خرجت من غرفتي ووجدت شركائي في البيت فسألتهم عما جرى. ظننا أنه زلزال. لم نعرف ما حدث إلا عندما خرجنا ورأينا الشجرة. سقطت فوق السور الفاصل بيننا وبين جيراننا وقطعت تماماً أسلاك الكهرباء فانقطع التيار عن بيتنا وبيت الجيران. نظرت للمشهد فلم أجد ما يدعو للتفاؤل بعودة الكهرباء سريعاً. انقطاع الكهرباء هنا حدث هام ولابد أن يكون وراءه سبب وجيه. ولابد أن العاصفة قد نتج عنها بعض الخسائر في أماكن أخرى. قررت أن أسجل في ذهني طبيعة الاستجابة لهذه الأزمة الكهربية التي حلت ببيتين صغيرين.

عادت الكهرباء في الساعة السادسة صباحاً، أي بعد 9 ساعات. حينما خرجت وجدت الشجرة الثقيلة كما هي، وأن شركة الكهرباء قامت بعمل وصلة مؤقتة حتى تعود الحياة لطبيعتها. بعد عدة أيام تم رفع الشجرة وإعادة الأسلاك وعاد المشهد كما كان، وكأن شيئاً لم يكن. الحمد لله!

لكل مطب يافطة

المطب كائن له هدف! فهو يجبر السيارات على السير في الشوارع السكنية بسرعة آمنة. لذلك لا يوجد مانع من تنبيه السائق أن هناك مطب ينتظره بعد قليل.

speed pump

speed hump

أخيراً نستطيع الجلوس في الهواء الطلق

مع ارتفاع درجات الحرارة نسبياً بداية من الشهر الماضي ينتهز أهل الشمال أي وكل فرصة لتعويض الحرمان من الهواء الطلق والذي استمر طوال الشتاء. لذلك يخرج أي مطعم أو مقهى لديه مساحة معقولة في الخارج كراسيه وطاولاته، والصورة من ستاربكز.

Starbucks_Glenview

الزهور تظهر في الشوارع (بالرغم من أن سيادة الرئيس لن يمر في الشارع)

بدأت الزهور في ملأ شوارع شيكاغو مع دخول الربيع. الزهور لا تأتي بنفسها بالطبع ولا تنمو بالبركة ولكن هناك خطة ونية “سليمة” لتزيين المدينة للأهل والضيوف.

flowers michigan ave

وأخيراً، أتوبيس في أول الرحلة

دخلت هذه الأتوبيس وكان خالياً تماماً. فكرت أن آخذ له صورة تذكارية وهو على هذه الحالة من الهدوء والفراغ. ليس أتوبيس سياحي ولا “مكيف” ولكن أتوبيس “طبيعي”، بما تحمله الكلمة من معاني مختلفة!

empty bus

Comments Off

تقع مدينة شيكاغو على بحيرة ميتشجان. وتمتد المتنزهات المفتوحة على البحيرة بطول 19 ميلاً داخل المدينة تم حمايتها من العبث والبناء (المسئولون هنا أقل مهارة من مسئولي الدول إياها حيث فاتتهم فرصة الاستيلاء على هذه المساحات الشاسعة وبناء مساكن ونوادي خاصة فاخرة تطل على البحيرة مباشرة).

ما علينا! حينما تخرج من حدود المدينة تدخل في الضواحي وهي مدن صغيرة هادئة. هنا تجد الكثير من الشواطيء والمتنزهات المفتوحة المطلة على البحيرة وكذلك البيوت الفاخرة المطلة مباشرة على البحيرة. لكن ثقافة إتاحة البحيرة لجميع قاطني المدينة دون قصرها على الأثرياء هي هي. فالمتنزهات متفاوتة الحجم متناثرة في كل موقع ولا تترك مساحة مخصصة للبيوت الثرية حتى تخترقها وتوقفها عند حدها لتوفير المتنفس المجاني للجميع!

وفي رحلاتي الاستكشافية أجد هذه المتنزهات متفاوتة الحجم – أحياناً حيثما لا أتوقع. وربما أكتشف أحدهم في مكان مررت عليه كثيراً من قبل ولم ألاحظه.

وهذه بعض الصور من أحد متنزهات الضواحي الصغيرة (بكاميرا المحمول).

في البداية يصافحنى هذا المشهد الذي يزغرد له قلبي المحب للطبيعة والكاره لتخريب الإنسان للأرض بمختلف أنواع المخلفات!

0405101455-00

0405101505-01

ملاعب تنس لمن يريد، مجانية أيضاً ومفتوحة لمن يريد. ياللأغبياء! فلنحضر لهم بعض مسئولي الدول العربية الذين تركناهم في مواقعهم منذ عشرات السنين لكي يلقونهم بعض الدروس!

0405101504-00

0405101459-00

0405101457-01

0405101500-00

0405101459-01

0405101501-00

0405101458-02

0405101457-00

04 Apr, 2010

شكل مختلف للتسوق

الكاتب: محمد شدو | التصنيف: لقطات أمريكية (صور)

ذهبت اليوم في رحلة سياحة داخلية غير بعيدة عن مدينة شيكاغو. فالمعلومات متاحة وفي كل ولاية هناك أماكن من الممكن زيارتها لتغيير الجو والمنظر، كل ما عليك هو استخراج النفس من الكسل، والبحث في جوجول أو تصفح دليل سياحي. واليوم قررت تجربة مكان جديد للخروج من حالة الملل.

قررت الذهاب إلى Long Grove Historic Village وهي رحلة سهلة تستغرق حوالي نصف ساعة من شمال غرب شيكاغو. وكنت قد رأيت صورة لهذا المكان في دليل مجاني للتسوق التقطته من أحد أماكن المولات وأعجبني شكلها. فانتظرت حتى من الله علينا بتحسن في الجو يسمح بالحركة في الأماكن المفتوحة لمعاينة الموقع بنفسي!

وهذه قرية تسوق ذات طابع تاريخي. وهي تختلف عن أماكن التسوق المعتادة في الولايات المتحدة حيث لابد أن تجد الكثير من المحلات والماركات الحاضرة في كل مكان. فهنا كل المحلات والمطاعم محلية صرف وليس فيها ماركة معروفة أو أي محل يتبع إحدى سلاسل المتاجر الكبيرة الشهيرة.

المحلات والمطاعم هنا تقع داخل بيوت عادية. لذلك قد تجد صعوبة بداية في تعرف كنه المحل. لابد أن تقترب وتقرأ المكتوب. لا يوجد “لوجو” شهير يجتذب العين فتتعرف عليه مباشرة وتعرف ما بداخل المحل مسبقاً!

لم أقض وقتاً طويلاً إذ كنت بمفردي. قررت أن هذا مكان ينبغي العودة إليه مع بعض الأصدقاء!

الموقع أيضاً ما زالت عليه آثار الإعياء من برد الشتاء! بعد شهر من الآن سوف تتم زراعة الزهور وسوف تجري المياه في النوافير الصامتة فيختلف المنظر ويأخذ المكان كامل زينته!

قرية التسوق هذه صغيرة وبسيطة. ولدينا في بلادنا إمكانات كثيرة لخلق الجمال وترويج السياحة الداخلية والخارجية لو تم إطلاق الأيدي المسجونة للمبدعين والمصلحين، ووضع أيادي اللصوص في أساور من حديد!

وفي الختام صور حية قصيرة بالفيديو منخفض الجودة!

10 Mar, 2010

شيكاغو في الصيف

الكاتب: محمد شدو | التصنيف: لقطات أمريكية (صور)

بعض الصور من منطقة وسط البلد في شيكاغو في الصيف الماضي، انتظاراً للصيف القادم وتشوقاً إليه من بعد كآبة الشتاء! الماء الأزرق هاهنا هو بحيرة ميتشجان. والشواطيء قد تعطي إيحاءاً أنك في فلوريدا مثلاً لكن أغلب ظني أن الرمال مستوردة من مناطق أخرى حتى ينعم سكان الشمال ببعض مظاهر الصيف الحقيقي!

روابط جوجول الدعائية


عن الموقع

مدونة يكتبها مهاجر مصري يعيش في الولايات المتحدة الأمريكية، عن الحياة اليومية في أمريكا، والهجرة، وجوانب أخرى متعددة وصور من هذا البلد القارة.

تابع جديد المدونة على بريدك الالكتروني

أدخل بريدك الالكتروني هنا ثم قم بتفعيل الرابط الذي سيصلك في رسالة

Delivered by FeedBurner

فيديوهات صورتها في أمريكا